التقارير الاخيرة صادرة عن المنظمات المعنية بحقوق الانسان في إيران ولاسيما تقرير مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة وتقرير منظمة العفو الدولية، قد أکدت بأن نظام الملالي لايزال يراهن على خيار الممارسات القمعية المفرطة من قبيل الاعتقالات التعسفية والتعذيب في السجون وزيادة الاعدامات، وذلك من أجل مواجهة الاوضاع المتفجرة والحيلولة دون إندلاع إنتفاضة شعبية جديدة ستکون وبوفق معظم التوقعات أقوى من تلك التي حدث في 16 سبتمبر2022، ودامت لستة أشهر.
الطرق والاساليب المختلفة التي إستخدمها نظام الملالي من أجل السيطرة على الاوضاع وضمان بقائه وإستمراره وإن کان ولايزال طريقة واسلوب زيادة الممارسات القمعية والاصرار على التمسك بها، الطريقة والاسلوب الافضل، لکنه قام أيضا بإستخدام اساليب مخادعة وواهية لنفس السبب من قبيل مزاعم الاعتدال والاصلاح الکاذبة التي قام بها النظام طوال 4 فترات رئاسية لکل من محمد خاتمي وحسن روحاني وثبت کذبها وبطلانها، وکذلك لجأ أيضا ولايزال الى طريقة واسلوب تقديم الوعود والعهود المعسولة بتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وجعل الشعب يرفل في النعيم والرخاء، وهذا بحد ذاته إستمرار لذلك الوعد والعهد الکاذب الذي أعلنه خميني في بداية تأسيس النظام، ولکن ومع مرور الزمن ثبت ويثبت العکس من ذلك تماما.
التقارير الصادرة عن المنظمات المعنية بحقوق الانسان بخصوص إنتهاکات حقوق الانسان والاعدامات الجارية في إيران تحت ظل الحکم القمعي الاستبدادي السائد ومع المعلومات الصادمة التي تحفل بها بهذا الصدد، لکنها مع ذلك لاتعکس الحقيقة وواقع الحال القائم بخصوص أوضاع حقوق الانسان والارقام الحقيقية لأحکام الاعدامات المنفذة من قبل هذا النظام، إذ أن إيران ومنذ إستيلاء تيار خميني الرجعي الدموي على مقاليد الامور، فإن الشعب الايراني يواجه أوضاعا مأساوية وحکما دمويا أشبه مايکون بتلك التي کانت سائدة أيام محاکم التفتيش الوحشية في القرون الوسطى.
الشعب لايريد هذا النظام ويرفضه بکل قوة ويتمسك بخيار إسقاطه الذي أعلنته المقاومة الايرانية کخيار وحيد من أجل مستقبل أفضل إيران ولطوي هذه الصفحة السوداء من التأريخ الايراني ولذلك يواصل نضاله ومواجهته ضد النظام بلا هوادة حتى تحقيق هدفه المنشود، لکن النظام وفي مقابل ذلك يتمسك بالسلطة ويستخدم مختلف الطرق والاساليب الموغلة في الخداع والکذب والتمويه ويعتمد بالدرجة الاولى على الممارسات القمعية وزيادة الاعدامات وبالدرجة الثانية على سياسة الاسترضاء والمسايرة الغربية المتبعة له والتي هي أشبه ماتکون بجهاز الانعاش الخاص به من أجل البقاء والاستمرار في الحياة، ونعتقد بأن قد آن الاووان لکي يتخذ المجتمع الدولي الموقف الصائب من هذا الصراع وذلك بدعم وتإييد نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل التغيير ووضع حد للسياسة الفاشلة وغير المجدية التي يتبعها الغرب بمسايرة هذا النظام وإسترضائه.